+ الله بار وإرادته ورغبته تبرير الخاطئ، فهو بذلك يُعلن عن بره ليكون باراً وذلك في طول أناته وحلمه وإمهاله، حتى يصفح للخاطئ عن خطاياه السالفة [ الذي قدمه الله (الآب من فرط طول أناته قدَّم ابنه) كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله، لإظهار بره في الزمان الحاضر، ليكون باراً ويُبرر من هو من الإيمان بيسوع ] (رو3: 25، 26). + نجد بذلك حتى من العهد القديم بطول تاريخه كله إنما هو زمان احتمال الله خطايا شعبه بل وخطايا الأمم كلها، حتى يأتي ملء الزمان ليُقَدَّم برّ الله الخلاصي لآنية الرحمة الذي سبق فأعدها للمجد [ فماذا إن كان الله وهو يُريد أن يُظهر غضبه ويُبين قوته احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مُهيأة للهلاك، ولكي يُبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد، التي أيضاً دعانا نحن إياها، ليس من اليهود فقط بل من الأمم أيضاً ] (رو9: 22 – 24). + حتى الآنية المُهيأة للهلاك يطيل الله صبره وأناته عليهم، رغم أنهم وضعوا أنفسهم في وضع يجعلهم للهلاك برفض نداء كلمة الله لهم لتوبتهم وخلاصهم [ الذين يعثرون غير طائعين للكلمة الأمر الذي جُعلوا له ] (1بط2: 8) + نجد بذلك أن الله لا يترقب خطايانا لكي يمسكنا بها ويُعاقبنا عليها، بل تؤكد لنا نبوات العهد القديم عن أناة الله ومحبته الملتحفة بالرحمة الجزيلة، الداعية للتوبة والخلاص [ الله رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة ] (مز103: 8) + حتى الأنبياء في العهد القديم وهم ينذرون بالغضب والدينونة على الخطية، ولكن بالأكثر جداً يركزون على غفران الخطايا، كما هي طبيعة الله الحقيقية، بل أن الله الذي لا يتغير ولا يتبدل يظهره الأنبياء في استعداده الكامل والتام في الرجوع عن تهديداته بالغضب والدينونة وهو ينتظر رجوع الخاطي ليرفع عنه الغضب ويفتح أحضانه في قبوله للخلاص [ مزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف ورحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشرّ (قف هنا وانظر اتجاه قلب الله نحو الخاطئ)، لعله يرجع ويندم (أي يحن ويُشفق) فيُبقي وراءه بركة تقدمة وسكيباً للرب إلهكم (السكيب = الخمر التي تنسكب على المذبح) ] (يوئيل2: 13، 14)، [ أطلبوا الرب ما دام يوجد أدهوه وهو قريب ] (أش55: 6) المسألة عزيزي القارئ أن تشعر باحتياجك لحضن الله وتنسكب أمامه في انسحاق واتضاع بالروح، وسوف ترى كم يُحيي الرب روح المتواضع وقلبك المنسحق [ لأنه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه. في الموضع المرتفع المقدس اسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لأُحيي روح المتواضعين ولأُحيي قلب المنسحقين، لأني لا أُخاصم إلى الأبد ولا أغضب إلى الدهر ] (أش57: 15، 16) + هذا ما يوضحه تدبير الله الذي صبر على خطية الإنسان حتى أرسل ابنه متجسداً ليرفع عنه خطاياه وذنوبه، ويُخلصه من حكم الناموس الذي كان يحكم بالعدل دائماً على خطاياه، وبذلك يتبنى الإنسان للحياة الأبدية [ ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنهُ مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدي (يحرر) الذين تحت الناموس (أي تحت حكم عدل الناموس) لننال التبني ] (غلا4: 4، 5) + جاء إذاً البر متجسداً في شخص يسوع المسيح، ونجده يوبخ تلميذيه يعقوب ويوحنا عندما طلب أن تنزل نار من السماء كما كان عقل الإنسان المشبع بصورة خاطئة عن دينونة الله فقط من الخطية، وذلك ليفنى قرية السامريين الذين لم يقبلوا المسيح لديهم، رغم أنه يُريد أن يُعلن خلاصه لهم [ فالتفت وانتهرهما وقال: لستما (أو ألستما) تعلمان من أي روح أنتما، لأن ابن الإنسان لم يأتي ليهلك أنفس الناس بل ليُخلص ] (لو9: 55، 56) وكذلك من قبل شجرة التين غير المثمرة لمده ثلاث سنين (آخر ما يُمكن الانتظار عليها) فطلب صاحبها من الكرام (يمثل بر الله في المسيح) أن يقطعها [ فأجاب (الكرام) وقال له يا سيد اتركها هذه السنة أيضاً حتى أنقب حولها وأضع زبلا (أي حتى يصلها برّ الله في المسيح بقوة الفداء) ] (لو13: 8) ومثل الابن الضال الذي يُمثل حالة السقوط والبعد عن أبوه الله بإرادته، ثم انتظار الأب لرجوعه، ليُقدم بره له، ويفرح به ويقبله ابناً حقيقياً له، غير ذاكراً له سقوطه إطلاقاً، وهذا ما قاله الأب للابن الأكبر الذي اعترض على فرح الأب برجوع الابن الضال فقال له الأب [ كان ينبغي أن نفرح ونُسرّ لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد ] (لو15: 32). + عزيزي القارئ افتح قلبك وفكرك فأن الله الذي أعلن لك بره في شخص ابنه يسوع الذي تجسد ومات وقام لأجلك يُبررك ببره المجاني، ووعد أن يأتي ثانية ليأخذ أولاده المبررين ببره بالإيمان الحي والحياة الأمينة لكي يرثوا معه ملكوته حتى تنال نصيب الأبرار مع القديسين في المجد. + عزيزي القارئ الله أيضاً مازال متباطئ في مجيئه الثاني كما يبدو ليأخذ الأبرار، ولكن هذا أيضاً طبيعة تأنيه، لأنه لا يُريد أن يهلك أحداً بل أن يأتي الجميع إليه بالتوبة والإيمان، وهذه الفترة هي زمان الخلاص الممتد بأناة المسيح لكي نصبر ونستعد لمجيئه الذي يبدو أنه على الأبواب حسب علامات الأزمنة [ لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أُناس بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة، …، واحسبوا أناة ربنا خلاصاً ] (2بط3: 9، 15) + علينا إذن أن نعي هذا جيداً أنه ما دام الله مستمراً في دعوته لنا للبرّ والخلاص وهو يتأنى علينا حتى الآن، ولا يُريد أن يأتي في يومه المخوف المملوء مجداً قبل رجوع من يسعون من الناس لسماع كلمته بصدق لأنهم يريدون الدخول إلى راحته [ لذلك يقول الروح القدس اليوم ان سمعتم صوته، فلا تقوسوا قلوبكم ] (عب3: 7) + [ فلنجتهد أن ندخل إلى تلك الراحة لئلا يسقط أحد في عبرة (أي مثال العصيان الذي عصاه شعب الله قديماً) العصيان هذه عينها ] (عب4: 11) + أيها المجاهدون لكم الآن تشجيعاً عظيماً من رئيس كهنتنا العظيم الرب يسوع المسيح الجالس عن يمين العظمة في الأعالي، وهو قادر أن يرثي لضعفاتنا. تعالوا إليه بثقة فستجدوا منه الرحمة والعون في وقته (فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات يسوع (لاحظ أنه اتخذ اسم مُخلِّص أي يسوع واجتاز بإنسانيتنا المفتداه إلى السماوات) ابن الله (أي أنه في نفس الوقت إله) فلنتمسك بالإقرار (حيث اختار الله قديماً هارون وبنيه كمثال ليكهنوا له – خر28: 11)، لأنه ليس لنا رئيس كهنة غير قادر (مثل كهنوت هارون الذي لا يقدر أن يُبرر) أن يرثي لضعفاتنا، بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية، فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد عوناً في حينه ] (عب4: 14 – 16) + عزيزي القارئ ألست مُعي أنه أن رفضنا محبة الله العجيبة هذه أخيراً بعد أن قدم لنا محبته بطول أناة وصبر ورأفة ورحمة، ومازال يقدمها بكهنوته في السماء لننال بره، يكون ذلك نوعاً من الاستهانة بهذه المحبة بل رفضها ورفض لطف الله هذا [ أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة، ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة ] (رو2: 2) محبة إليك، أسرع إليه فهو الآن ينتظرك لتكون ابناً له ووارثاً لملكوته.
وكل عام وانتم بخير م. فؤاد فريد قلتة 1 يناير 2012م – 22 كيهك 1728ش
رجاء قراءة حزقيال 16 للضرورة وبتدقيق قبل سماع الكلمة: وكانت إلي كلمة الرب قائلة. يا ابن آدم عرف أورشليم برجاساتها. وقل هكذا قال السيد الرب لأورشليم مخرجك ومولدك من أرض كنعان أبوك أموري وأمك حثية. أما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلي بالماء للتنظف ولم تملحي تمليحا ولم تقمطي تقميطا. لم تشفق عليك عين لتصنع لك واحدة من هذه لترق لك بل طرحت على وجه الحقل بكراهة نفسك يوم ولدت. فمررت بك و رأيتك مدوسة بدمك فقلت لك بدمك عيشي قلت لك بدمك عيشي. جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت بلغت زينة الأزيان نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية. فمررت بك ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي. فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك مسحتك بالزيت. وألبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وآزرتك بالكتان وكسوتك بزا. وحليتك بالحلي فوضعت أسورة في يديك طوقا في عنقك. ووضعت خزامة في أنفك وأقراطا في أُذنيك وتاج جمال على رأسك. فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز وأكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جداً جداً فصلحت لمملكة. وخرج لك أسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملاً ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب. 15 فاتكلت على جمالك وزنيت على اسمك وسكبت زناك على كل عابر فكان له. وأخذتِ من ثيابك وصنعتِ لنفسك مرتفعات موشاة وزنيت عليها أمر لم يأت ولم يكن. و أخذت أمتعة زينتك من ذهبي ومن فضتي التي أعطيتك وصنعت لنفسك صور ذكور وزنيت بها. وأخذت ثيابك المطرزة وغطيتها بها ووضعت أمامها زيتي وبخوري. وخبزي الذي أعطيتك السميذ والزيت والعسل الذي أطعمتك وضعتها أمامها رائحة سرور وهكذا كان يقول السيد الرب. أخذت بنيك وبناتك الذين ولدتهم لي و ذبحتهم لها طعاما أهو قليل من زناك. أنك ذبحت بني وجعلتهم يجوزون في النار لها. وفي كل رجاساتك وزناك لم تذكري أيام صباك اذ كنت عريانة وعارية وكنت مدوسة بدمك. وكان بعد كل شرك ويل ويل لك يقول السيد الرب. أنك بنيت لنفسك قبة وصنعت لنفسك مرتفعة في كل شارع. في رأس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجست جمالك وفرجت رجليك لكل عابر وأكثرت زناك. وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللحم وزدت في زناك لإغاظتي. فها أنا ذا قد مددت يدي عليك ومنعت عنك فريضتك وأسلمتك لمرام مبغضاتك بنات الفلسطينيين اللواتي يخجلن من طريقك الرذيلة. وزنيت مع بني أشور إذ كنتِ لم تشبعي فزنيت بهم و لم تشبعي أيضاً. وكثرت زناك في أرض كنعان إلى أرض الكلدانيين وبهذا أيضاً لم تشبعي. ما أمرض قلبك يقول السيد الرب إذ فعلت كل هذا فعل إمراة زانية سليطة. ببنائك قبتك في رأس كل طريق وصنعتك مرتفعتك في كل شارع ولم تكوني كزانية بل محتقرة الأجرة. أيتها الزوجة الفاسقة تأخذ أجنبيين مكان زوجها. لكل الزواني يعطون هدية أما أنتِ فقد أعطيت كل محبيك هداياك ورشيتهم ليأتوكِ من كل جانب للزنا بك. وصار فيك عكس عادة النساء في زناك إذ لم يزن وراءك بل أنتِ تعطين أجرة ولا أجرة تعطى لك فصرت بالعكس. فلذلك يا زانية اسمعي كلام الرب. هكذا قال السيد الرب من أجل أنه قد أنفق نحاسك وانكشفت عورتك بزناك بمحبيك و بكل أصنام رجاساتك ولدماء بنيك الذين بذلتهم لها. لذلك هانذا أجمع جميع محبيك الذين لذذت لهم وكل الذين أحببتهم مع كل الذين أبغضتهم فأجمعهم عليك من حولك واكشف عورتك لهم لينظروا كل عورتك. وأحكم عليكِ أحكام الفاسقات السافكات الدم وأجعلكِ دم السخط والغيرة. وأُسلمك ليدهم فيهدمون قبتك ويهدمون مرتفعاتك وينزعون عنك ثيابك ويأخذون أدوات زينتك و يتركونك عريانة وعارية. ويصعدون عليك جماعة ويرجمونك بالحجارة ويقطعونك بسيوفهم. ويحرقون بيوتك بالنار ويجرون عليكِ أحكاماً قدام عيون نساء كثيرة وأكفك عن الزنى وأيضاً لا تعطين أُجرة بعد. وأحل غضبي بك فتنصرف غيرتي عنك فأسكن ولا أغضب بعد. من أجل أنك لم تذكري أيام صباكِ بل أسخطتني في كل هذا فهانذا أيضاً أجلب طريقك على رأسك يقول السيد الرب فلا تفعلين هذه الرذيلة فوق رجاساتك كلها. هوذا كل ضارب مثل يضرب مثلاً عليك قائلاً مثل الأم بنتها. ابنة أمك أنت الكارهة زوجها وبنيها وأنتِ أخت أخواتك اللواتي كرهن أزواجهن وأبناءهن أمكن حثية وأبوكن أموري. وأختك الكبرى السامرة هي وبناتها الساكنة عن شمالك وأختك الصغرى الساكنة عن يمينك هي سدوم وبناتها. ولا في طريقهن سلكت ولا مثل رجاساتهن فعلت كان ذلك قليل فقط ففسدت أكثر منهن في كل طرقك. حي أنا يقول السيد الرب أن سدوم أختك لم تفعل هي ولا بناتها كما فعلت أنتِ وبناتك. هذا كان إثم أختك سدوم الكبرياء والشبع من الخبز وسلام الاطمئنان كان لها ولبناتها ولم تشدد يد الفقير والمسكين. وتكبرن وعملن الرجس أمامي فنزعتهن كما رأيت. ولم تُخطئ السامرة نصف خطاياك بل زدت رجاساتك أكثر منهن وبررت أخواتك بكل رجاساتك التي فعلت. فاحملي أيضاً خزيك أنت القاضية على اخواتك بخطاياك التي بها رجست أكثر منهن هن أبرّ منك فاخجلي أنتِ أيضاً واحملي عارك بتبريرك أخواتك. وارجع سبيهن سبي سدوم وبناتها وسبي السامرة وبناتها وسبي مسبييك في وسطها. لكي تحملي عارك وتخزي من كل ما فعلت بتعزيتك أياهن. واخواتك سدوم وبناتها يرجعن إلى حالتهن القديمة والسامرة وبناتها يرجعن الى حالتهن القديمة وأنتِ وبناتك ترجعن إلى حالتكن القديمة. وأختك سدوم لم تكن تذكر في فمك يوم كبريائك. قبل ما انكشف شرك كما في زمان تعيير بنات آرام وكل من حولها بنات الفلسطينيين اللواتي يحتقرنك من كل جهة. رذيلتك ورجاساتك أنتِ تحملينها يقول الرب. لأنه هكذا قال السيد الرب إني أفعل بك كما فعلت إذ أزدريت بالقسم لنكث العهد. ولكني أذكر عهدي معك في أيام صباك وأقيم لك عهداً أبدياً. فتتذكرين طرقك وتخجلين إذ تقبلين أخواتك الكبر والصغر وأجعلهن لك بنات ولكن لا بعهدك. وأنا أُقيم عهدي معك فتعلمين إني أنا الرب. لكي تتذكري فتخزي ولا تفتحي فاك بعد بسبب خزيك حين أغفر لك كل ما فعلت يقول السيد الرب _______________________________________________