Tag Archives: المسيح
شرح الإصحاح الثاني من رسالة أفسس (الجزء 23 من شرح الإصحاح الثاني) [أفسس2: 20، 21] 27-11-2012
شرح الإصحاح الثاني من رسالة أفسس (الجزء 22 من شرح الإصحاح الثاني) [أفسس2: 19، 20] 20-11-2012
كلمة بمناسبة رأس السنة 2012 – المسيح والعريس – ألقيت يوم 30-12-2011
رجاء قراءة حزقيال 16 للضرورة وبتدقيق قبل سماع الكلمة:
وكانت إلي كلمة الرب قائلة.
يا ابن آدم عرف أورشليم برجاساتها.
وقل هكذا قال السيد الرب لأورشليم مخرجك ومولدك من أرض كنعان أبوك أموري وأمك حثية.
أما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلي بالماء للتنظف ولم تملحي تمليحا ولم تقمطي تقميطا.
لم تشفق عليك عين لتصنع لك واحدة من هذه لترق لك بل طرحت على وجه الحقل بكراهة نفسك يوم ولدت.
فمررت بك و رأيتك مدوسة بدمك فقلت لك بدمك عيشي قلت لك بدمك عيشي.
جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت بلغت زينة الأزيان نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية.
فمررت بك ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي.
فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك مسحتك بالزيت.
وألبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وآزرتك بالكتان وكسوتك بزا.
وحليتك بالحلي فوضعت أسورة في يديك طوقا في عنقك.
ووضعت خزامة في أنفك وأقراطا في أُذنيك وتاج جمال على رأسك.
فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز وأكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جداً جداً فصلحت لمملكة.
وخرج لك أسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملاً ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب.
15 فاتكلت على جمالك وزنيت على اسمك وسكبت زناك على كل عابر فكان له.
وأخذتِ من ثيابك وصنعتِ لنفسك مرتفعات موشاة وزنيت عليها أمر لم يأت ولم يكن.
و أخذت أمتعة زينتك من ذهبي ومن فضتي التي أعطيتك وصنعت لنفسك صور ذكور وزنيت بها.
وأخذت ثيابك المطرزة وغطيتها بها ووضعت أمامها زيتي وبخوري.
وخبزي الذي أعطيتك السميذ والزيت والعسل الذي أطعمتك وضعتها أمامها رائحة سرور وهكذا كان يقول السيد الرب.
أخذت بنيك وبناتك الذين ولدتهم لي و ذبحتهم لها طعاما أهو قليل من زناك.
أنك ذبحت بني وجعلتهم يجوزون في النار لها.
وفي كل رجاساتك وزناك لم تذكري أيام صباك اذ كنت عريانة وعارية وكنت مدوسة بدمك.
وكان بعد كل شرك ويل ويل لك يقول السيد الرب.
أنك بنيت لنفسك قبة وصنعت لنفسك مرتفعة في كل شارع.
في رأس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجست جمالك وفرجت رجليك لكل عابر وأكثرت زناك.
وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللحم وزدت في زناك لإغاظتي.
فها أنا ذا قد مددت يدي عليك ومنعت عنك فريضتك وأسلمتك لمرام مبغضاتك بنات الفلسطينيين اللواتي يخجلن من طريقك الرذيلة.
وزنيت مع بني أشور إذ كنتِ لم تشبعي فزنيت بهم و لم تشبعي أيضاً.
وكثرت زناك في أرض كنعان إلى أرض الكلدانيين وبهذا أيضاً لم تشبعي.
ما أمرض قلبك يقول السيد الرب إذ فعلت كل هذا فعل إمراة زانية سليطة.
ببنائك قبتك في رأس كل طريق وصنعتك مرتفعتك في كل شارع ولم تكوني كزانية بل محتقرة الأجرة.
أيتها الزوجة الفاسقة تأخذ أجنبيين مكان زوجها.
لكل الزواني يعطون هدية أما أنتِ فقد أعطيت كل محبيك هداياك ورشيتهم ليأتوكِ من كل جانب للزنا بك.
وصار فيك عكس عادة النساء في زناك إذ لم يزن وراءك بل أنتِ تعطين أجرة ولا أجرة تعطى لك فصرت بالعكس.
فلذلك يا زانية اسمعي كلام الرب.
هكذا قال السيد الرب من أجل أنه قد أنفق نحاسك وانكشفت عورتك بزناك بمحبيك و بكل أصنام رجاساتك ولدماء بنيك الذين بذلتهم لها.
لذلك هانذا أجمع جميع محبيك الذين لذذت لهم وكل الذين أحببتهم مع كل الذين أبغضتهم فأجمعهم عليك من حولك واكشف عورتك لهم لينظروا كل عورتك.
وأحكم عليكِ أحكام الفاسقات السافكات الدم وأجعلكِ دم السخط والغيرة.
وأُسلمك ليدهم فيهدمون قبتك ويهدمون مرتفعاتك وينزعون عنك ثيابك ويأخذون أدوات زينتك و يتركونك عريانة وعارية.
ويصعدون عليك جماعة ويرجمونك بالحجارة ويقطعونك بسيوفهم.
ويحرقون بيوتك بالنار ويجرون عليكِ أحكاماً قدام عيون نساء كثيرة وأكفك عن الزنى وأيضاً لا تعطين أُجرة بعد.
وأحل غضبي بك فتنصرف غيرتي عنك فأسكن ولا أغضب بعد.
من أجل أنك لم تذكري أيام صباكِ بل أسخطتني في كل هذا فهانذا أيضاً أجلب طريقك على رأسك يقول السيد الرب فلا تفعلين هذه الرذيلة فوق رجاساتك كلها.
هوذا كل ضارب مثل يضرب مثلاً عليك قائلاً مثل الأم بنتها.
ابنة أمك أنت الكارهة زوجها وبنيها وأنتِ أخت أخواتك اللواتي كرهن أزواجهن وأبناءهن أمكن حثية وأبوكن أموري.
وأختك الكبرى السامرة هي وبناتها الساكنة عن شمالك وأختك الصغرى الساكنة عن يمينك هي سدوم وبناتها.
ولا في طريقهن سلكت ولا مثل رجاساتهن فعلت كان ذلك قليل فقط ففسدت أكثر منهن في كل طرقك.
حي أنا يقول السيد الرب أن سدوم أختك لم تفعل هي ولا بناتها كما فعلت أنتِ وبناتك.
هذا كان إثم أختك سدوم الكبرياء والشبع من الخبز وسلام الاطمئنان كان لها ولبناتها ولم تشدد يد الفقير والمسكين.
وتكبرن وعملن الرجس أمامي فنزعتهن كما رأيت.
ولم تُخطئ السامرة نصف خطاياك بل زدت رجاساتك أكثر منهن وبررت أخواتك بكل رجاساتك التي فعلت.
فاحملي أيضاً خزيك أنت القاضية على اخواتك بخطاياك التي بها رجست أكثر منهن هن أبرّ منك فاخجلي أنتِ أيضاً واحملي عارك بتبريرك أخواتك.
وارجع سبيهن سبي سدوم وبناتها وسبي السامرة وبناتها وسبي مسبييك في وسطها.
لكي تحملي عارك وتخزي من كل ما فعلت بتعزيتك أياهن.
واخواتك سدوم وبناتها يرجعن إلى حالتهن القديمة والسامرة وبناتها يرجعن الى حالتهن القديمة وأنتِ وبناتك ترجعن إلى حالتكن القديمة.
وأختك سدوم لم تكن تذكر في فمك يوم كبريائك.
قبل ما انكشف شرك كما في زمان تعيير بنات آرام وكل من حولها بنات الفلسطينيين اللواتي يحتقرنك من كل جهة.
رذيلتك ورجاساتك أنتِ تحملينها يقول الرب.
لأنه هكذا قال السيد الرب إني أفعل بك كما فعلت إذ أزدريت بالقسم لنكث العهد.
ولكني أذكر عهدي معك في أيام صباك وأقيم لك عهداً أبدياً.
فتتذكرين طرقك وتخجلين إذ تقبلين أخواتك الكبر والصغر وأجعلهن لك بنات ولكن لا بعهدك.
وأنا أُقيم عهدي معك فتعلمين إني أنا الرب.
لكي تتذكري فتخزي ولا تفتحي فاك بعد بسبب خزيك حين أغفر لك كل ما فعلت يقول السيد الرب
_______________________________________________
لتحميل الكلمة وسماعها أضغط على هذا اللنك: http://www.mediafire.com/?qhjj4udldu3bhk3
الكلمة وهي على سبعة أجزاء على الترتيب:
وجودنا في المسيح
وجودنا في المسيح – مهندس فؤاد فريد قلتة
كلمة أُلقيت في لقاء التكريس البتولي الثالث عشر 23 – 25 يوليو 1985
[ قراءة من رومية5: 12 – 21؛ 2كورنثوس2: 9 – 15 ]
موضوع وجودنا في المسيح مبني على حقيقة آدم الأول ووجودنا فيه، ثم مجيء آدم الثاني الذي أصبحنا نحن فيه (أي الإنسان الثاني). فعندما سقط آدم الأول كنا جميعاً فيه ولذلك فنحن ساقطون بسقوطه. فالموت دخل بواحد، واجتاز الموت إلى جميع الناس. ثم جاء آدم الثاني أي المسيح وألغى الموت بموته وقيامته وصعوده إلى يمين الآب فصرنا مائتين فيه وقائمين فيه وصاعدين معه وجالسين عن يمين الآب.
ويعتبر القديس أثناسيوس أن كل عمل تممه المسيح إنما هو لحساب البشرية وليس لحساب ذاته، أي أن كل ما عمله بالجسد إنما عمله لنا نحن إذ يقول [ لما اغتسل الرب في الأردن كإنسان كنا نحن الذين نغتسل فيه بواسطته، وحينما اقتبل الروح، كنا نحن الذين صرنا مقتبلين للروح بواسطته ] (المقالة الأولى ضد الآريوسيين: فقرة47). وهكذا موت المسيح وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب، فكل هذا تممه المسيح [ من أجلنا نحن الذين كان يحملنا في جسده ].
وقد صاغ القديس أثناسيوس هذه الحقيقة في قانون لاهوتي عام قائلاً: [ أن كل ما كُتب فيما يختص بناسوت مُخلصنا ينبغي أن يُعتبر لكل جنس البشرية ] (كتاب الدفاع عن هروبه – فصل13).
والقديس كيرلس الكبير هو أكثر من تحدث عن حقيقة وجودنا في المسيح وامتد بها ليجعلها شاملة لكل نواحي الحياة الروحية. ويمكن أجمال تعليم القديس كيرلس عن وجودنا الكياني في المسيح تحت عنوانين رئيسيين:
أولاً: وجودنا الكياني في المسيح بسبب التجسد الخلاصي، في جميع مراحل حياة المسيح وموته وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب وأخذ موعد الآب الروح القدس، وبنوته للآب واكتسابنا لبعض صفاته الفائقة.
ثانياً: الأساس اللاهوتي لوجودنا الكياني في المسيح: أي سرّ الاتحاد الأقنومي بين ناسوت المسيح ولاهوته، هذا الاتحاد الذي هو ينبوع جميع الخيرات التي تنسكب علينا من المسيح.
+______________________________+
أولاً: وجودنا الكياني في المسيح في كل مراحل حياته:
(أ) التجسد الخلاصي: كان لا يُمكن أن يتم الخلاص بدون التجسد: [ لقد وَحد كلمة الله كل طبيعة الناس بنفسه، لكي يُخلِّص الإنسان بكاملة، فأن ما لا يُأخذ لا يُخَلَّصْ ] (القديس كيرلس: تفسيره ليوحنا12: 27)
[ كان يلزم من أجل خلاصنا أن كلمة الله يصير إنساناً لكي يجعل جسد الإنسان الذي تعرض للفساد ومرض بالشهوة والملذات خاصاً له، ولكونه هو الحياة والمُحيي، يبطل الفساد الذي فيه، لأنه بهذا تصير الخطية في جسدنا مائتة ] (القديس كيرلس: الرسالة إلى سيسنوس).
وهكذا اتحد الكلمة بطبيعتنا لكي يُخلصنا، وبهذا الاتحاد دخل ابن الله في علاقة كيانية طبيعية مع كل واحد منا، يقول عنها القديس كيرلس:
+ جعلنا منتسبين له بحسب طبيعة الجســد +
+ كنا فيه من حيث أنه صـــــار إنسانــــــاً +
+ كان يحملنا في ذاته لأنه قد لبس طبيعتنا +
(ب) وجودنا الكياني في المسيح، في موته:
[ إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع إذن ماتوا ] (2كو5: 14)
[ إنساننـــــــــا العتيـــــــــق قـــــــــد صُلب معــــــــــه ] (رو6: 6)
يقول القديس كيرلس: [ الآب بذل ابنه فدية من أجلنا، الواحد من أجل الجميع، لأن الجميع فيه، فأننا جميعاً كنا في ذاك الذي مات بسببنا ولأجلنا ] (تفسير يوحنا الأولى)
وأيضاً بموجب هذه العلاقة التي تربطنا بالمسيح في موته يستطيع المسيح أن يُميت فينا جميع حواسنا الرديئة التي هي أصلاً دخيلة على طبيعة الإنسان.
[ فقد سكن فينا كلمة الله وجعل جسد البشرية خاصاً له، حتى أن كل ما أصاب هذا الجسد نتيجة ناموس الخطية الصارم، يبطل بواسطة نفسه، إذ أنه قد أماته أولاً في جسده الخاص، ثم أفاض علينا شركة هذه النعمة بسبب انتسابنا إليه بحسب طبيعة الجسد ] (تفسير متى للقديس كيرلس11: 18).
(جـ) وجودنا الكياني في المسيح، في قيامته:
لقد قام المسيح بجسد مُمجد يشع منه مجد اللاهوت ولا يسود عليه الموت بعد ذلك. فعبر بالكيان البشري الذي اتحد به من الموت الفساد إلى المجد والرفعة والقيامة وعدم الفساد.
يقول القديس كيرلس [ قام حاملاً في نفسه كل الطبيعة البشرية إذ أنه كان إنساناً وواحداً منا ] (تفسير يوحنا7: 39)
وأيضاً [ مع كونه هو الحياة بطبيعته، فقد مات بالجسد لأجلنا لكي يغلب الموت عنا ويُقيم الطبيعة البشرية كلها معه لأننا كنا جميعاً فيه بسبب صيرورته إنساناً ] (تفسير يوحنا1: 32، 33)
وأيضاً [ نحن جميعاً كنا في المسيح، والشخصية البشرية في عموميتها قامت فيه من جديد ] (تفسير يوحنا1: 14)
+ [ أنه يحوي في ذاته كل المؤمنين في اتحاد روحي وإلا فكيف أمكن لبولس أن يكتب قائلاً: [ وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات ]. فمنذ أن جعل نفسه مثلنا صرنا متحدين معه في جسد واحد وصار هو يحملنا كلنا في نفسه… فلما رجع إلى الحياة وقدم نفسه لله كباكورة للبشرية حينئذ تحولنا نحن أيضاً بكل تأكيد إلى حياة جديدة. ] (تفسير سفر العدد)
+ [ لأنه هو الكلمة الذي هبط إلى حدود البشرية كالتدبير من أجلنا فصار طريقاً لطبيعتنا إلى القيامة ] (حديث عن الإيمان القويم)، وفي مواضع أخرى عديدة أيضاً يؤكد القديس كيرلس أن الطبيعة البشرية كلها قد قامت بقيامة المسيح (أنظر تفسير يوحنا للقديس كيرلس)
(د) وجودنا الكياني في المسيح في صعوده وجلوسه عن يمين الآب:
يتحدث القديس كيرلس عن هذه العلاقة الكيانية في تفسيره ليوحنا14: 2، 3 فيقول: [ لقد صعد بمنظر الإنسان المتغرب وهو في حقيقته الكلمة الذي كان منذ القدم بدون جسد بشري، وكان ذلك الصعود من أجلنا… حتى أنه يوجد كإنسان وهو بعينه ابن الله بقوة. وإذ يسمع وهو في الجسد الكلمة القائلة: “أجلس عن يميني”، فإنه بذلك يمنـــــح مجد التبني لكل الجنس البشري بواسطة نفسه. فهو واحد منا بصفته إنساناً قد ظهر عن يمين الله ولو أنه فائق لكل الخليقة. ومساوٍ في جوهره للذي ولده (أي الآب). بصفته قد ظهر كإله من إله ونور من نور بالحقيقة.
والآن قد ظهر كإنسان من أجلنا أمام الآب، لكي يجعلنا من جديد قائمين في حضرة الآب، نحن الذين صرنا مطروحين من وجه الله بسبب المعصية الأولى.
فقد جلس كابن (عن يمين الله) لكي يجعلنا نحن أيضاً نُدعى أبناء بواسطته.
من أجل ذلك إذ قد صار ما هو خاص بالمسيح ملكاً مشتركاً لعموم الطبيعة البشرية، يُعلم بولس قائلاً: “إننا قد أُقمنا معهُ وأُجلِسنا معهُ في السماويات” (أف2: 6). ]
ونلاحظ في كلام القديس كيرلس تكرار عبارات مثل “كإنسان“، “كواحد منا“، “وهو في الجسد“؛ لأن هذه العبارات تُساوي تماماً في تعليم القديس كيرلس عبارة [ لأجلنا ]، [ ولكل الجنس البشري ]، وذلك بحسب المبدأ الذي وضعه القديس أثناسيوس [ أن كل ما كُتب فيما يختص بناسوت مخلصنا ينبغي لأن يُعتبر لكل جنس البشرية ]. فلذلك يقول القديس كيرلس أيضاً [ أننا فيه ندخل السماء، وفيه أيضاً نظهر أمام الآب ] (الكنز في الثالوث: 20)
(هـ) وجودنا في المسيح وعلاقتنا بالآب والروح القدس:
قد تجسد الرب الابن الوحيد لكي يعطينا شركة في كل ما له. ويقول القديس كيرلس [ أخذ لنفسه الذي لنا لكي نأخذ نحن الذي له ]، وأيضاً [ كل ما في المسيح قد صار لنا أيضاً ] (المرجع السابق)
أن أعز ما للمسيح هو علاقته الأزلية بالآب وبالروح القدس. لذلك فلما تجسد الرب وصار [ يحملنا في نفسه ]، أعطانا أن ندخل في علاقة مع الآب (بالتبني)، ومع الروح القدس (بالتقديس) كنتيجة لعلاقته الطبيعية بكل منهما.
1 – الدخول في علاقة مع الآب: وجودنا الكياني في المسيح يُصالحنا أولاً مع الآب وبعد ذلك يعطينا التبني الذي به نرتقي – بالنعمة – إلى [ الامتياز الخاص بالابن ] ثم أخيراً يوصلنا إلى الوحدة مع الآب.
أولاً: المصالحة مع الآب:- [ فالكلمة يحل في الجميع بحلوله في هيكل جسده الواحد المأخوذ منا ومن أجلنا، لكي إذ يحمل الجميع في ذاته يُصالح الجميع في جسد واحد مع الآب ] (تفسير يوحنا للقديس كيرلس1: 14)؛ [ والآن قد ظهر كإنسان لأجلنا أمام الآب لكي يجعلنا من جديد قائمين في حضرة الآب، نحن الذين كنا مطروحين من وجه الله بسبب المعصية الأولى ] (تفسير يوحنا14: 2، 3 للقديس كيرلس)
ثانياً: التبنـــــي:- كما يقول الرسول بولس [ لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة… لننال التبني ] (غلا4: 4، 5)، ويقول القديس كيرلس [ المسيح الذي كان إلهاً وابناً لله قبل الدهور، يقول عنه الآب أنه قد ولده اليوم، وذلك لكي يقبلنا نحن فيه بالتبني، لأن البشرية كلها كانت في المسيح من حيث أنه صار إنساناً ] (تفسير يوحنا7: 39).
[ كان صعوده من أجلنا حتى أنه إذ يسمع وهو في الجسد الكلمة القائلة: أجلس عن يميني –، فأنه يمنح بذلك مجد التبني لكل الجنس البشري بواسطة نفسه… فقد جلس كابن عن يمين الله، لكي يجعلنا نحن أيضاً نُدعى أبناء بواسطته وأولاداً لله ] (تفسير يوحنا14: 2، 3)
[ حينما يحل ويسكن فينا كلمة الله بواسطة الروح فأننا نرتقي إلى كرامة التبني، إذ أننا نقتني حينئذ في نفوسنا الابن نفسه الذي تغيرنا إلى شكله أيضاً بواسطة شركة روحه الخاص. وحينما نرتقي إلى مستوى الدالة المكافئة لدالة الابن نجسُر أن نقول يا أبا الآب ] (الكنز في الثالوث: 23).
وهكذا يتبين أن جوهر التبني هو أن نقتني الابن نفسه في نفوسنا. فالتبني لم يعد لقباً مجازياً كما كان في العهد القديم، بل نحن ننال التبني (بالنعمة وبطريقة نسبية)، [ الامتياز الخاص بالابن ]، وأيضاً [ رفعته الخاصة ].
فيقول القديس كيرلس أن الذين يعتمدون بالمسيح لا يعتمدون [ لشخص مخلوق بل للثالوث القدوس ذاته ووسيطهم هو الكلمة، لأنه من جهة هو متحد بالبشرية بسبب الجسد الذي اتحد به، ومن جهة أخرى هو متحد بالآب اتحاداً طبيعياً، لأنه إله بحسب الطبيعة… وهكذا يرتقي العبد إلى درجة البنوة بواسطته اتحاده بالذي هو ابن بالحقيقة. فيُدعى ويرتقي أيضاً إلى الامتياز الخاص بالابن وحده حسب الطبيعة، من أجل ذلك نُدعى أبناء ونكون مولودين من الله، نحن الذين قبلنا الإيمان الولادة من الروح ] (تفسير يوحنا1: 13)
وأيضاً [ لقد وضع نفسه لكي يرفع ” إلى رفعته الخاصة ” ما هو وضيع بحسب الطبيعة… فقد صار مثلنا إنساناً لكي يجعلنا مثله أبناء ] وهكذا أخذ لنفسه ما هو لنا وأعطانا عوضاً عنه ما هو له ] (تفسير يوحنا20: 17)
إذن فالتبني هو الارتقاء بالنعمة إلى الامتياز الخاص بالابن الوحيد الذي مع كونه [ هو الابن الوحيد بحسب لاهوته إلا أنه صار لنا الآن أخاً وبذلك دُعيَّ أيضاً ابناً بكراً لكي يصير باكورة لتبني البشرية ويُهيئ لنا أن نصير أبناء الله ] (تفسير لوقا2: 7)
ثالثاً : الوحدة مع الآب:- يقول المسيح له المجد: [ وأنا قد أعطيتهم المجد الذي قد أعطيتني ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مُكملين إلى واحد وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني ] (يو17: 22، 23). ويقول القديس كيرلس [ لقد صرنا إذن مُكملين في وحدتنا مع الله الآب بالمسيح الوسيط. لأننا قبلنا في نفوسنا جسدياً وروحياً ذاك الذي هو ابن بالطبيعة وبالحق، الذي له الوحدة الجوهرية مع الآب وصرنا شركاء في طبيعته الفائقة لكل شيء، وبذلك تمجدنا ] (تفسير يوحنا17: 22، 23). وأيضاً: [ وبالإجماع قد صرنا أقرباء لله الآب بالجسد الذي في سر المسيح ] (تفسير يوحنا8: 37).
أي صرنا شركاء في الطبيعة الإلهية عن طريق اتحادنا بالمسيح واتحاد المسيح بنا أي بواسطة الجسد الذي أخذه المسيح واتحد به وحل فيه كل ملء اللاهوت – جسد المسيح هذا هو نقطة الاتصال والاتحاد بيننا وبين الله ولذلك فهو ينبوع جميع الخيرات التي تفيض علينا من الله لأننا به:
(1) تصالحنا مع الآب
(2) وبه صرنا له أبناء محبوبين
(3) وبه تكملنا في الوحدة مع الآب وصرنا أقرباء له.
2 – علاقتنا بالروح القدس في المسيح: بوجودنا في المسيح واتحاده بنا ننال الروح القدس الذي نزل عليه حينما اعتمد في الأردن إذ يقول الرسول بولس [ وبما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب ] (غلا4: 6)، ويقول القديس كيرلس [ هكذا أيضاً قد قبل المسيح الروح من أجلنا لكي يُقدس (بالروح القدس) كل الطبيعة البشرية (تفسير يوحنا1: 30)، [ لأنه بصفته إنساناً يقبل الروح القدس ويناله في نفسه، ولكنه كإله فهو الذي يُعطيه لنفسه ] ، [ وهذا الأمر كان من أجلنا نحن وليس من أجل نفسه حتى أنه إذ يقبل هذا الأمر من نفسه، في نفسه هو أولاً في البداية، هكذا أيضاً يُمكن أن تجتاز نعمة التقديس إلى سائر الجنس البشري ] (تفسير يوحنا17: 18، 19)
مع ملاحظة أن التقديس في تعليم القديس كيرلس يُرادف قبول الروح القدس.
+ + +
ثانيـــــاً: الأساس اللاهوتي لوجودنا الكياني في المسيح: أي سرّ اتحاد لاهوت المسيح بناسوته، هذا الاتحاد الذي ينقل إلينا كل ما للمسيح.
يقول القديس كيرلس: [ كل ما في المسيح قد صار لنا أيضاً ]، [ ما هو خاص بالمسيح قد صار ملكاً مشتركاً لعموم الطبيعة البشرية ] (تفسير يوحنا14: 2، 3)
ولذلك يقول في موضع كثيرة من كتاباته أن [ مشاعر المسيح ]، [ أعمال المسيح ]، [ وصلوات المسيح ]، [ وأسرار المسيح ]، وبالأجمال كل ما هو للمسيح قد صار ملكاً عاماً للبشرية كلها بسبب تجسد الرب واتحاده بطبيعتنا.
وسنُركز هُنا على اكتساب الطبيعة البشرية لبعض صفات المسيح الإلهية الآتية :
(1) عدم الفســـــــــاد
(2) عدم التغيـــــــــر
(3) الوحدة الروحية
(1) وجودنا الكياني في المسيح يكسبنا من لاهوته: عدم الفساد
كلمة (عدم الفساد) هي الترجمة العادية الشائعة في العهد الجديد لكلمة aftharsia (أفثارسيا) اليونانية وأحياناً تُترجم [ البقاء ] (رو2: 7)، أو [ الخلود ] (2تي1: 10) أو [ النقاوة ] (تي2: 7).
كان آدم قبل السقوط يتمتع بعدم الفساد كصفة مكتسبة من الله وليست من طبيعته أصلاً، لأن الطبيعة المخلوقة تميل من نفسها دائماً إلى الفساد وإلى العودة إلى العدم (تفسير يوحنا1: 4).
فلما أخطأ آدم فقد امتياز عدم الفساد المكتسب. وأما المسيح آدم الثاني فهو [ بجوهره غير فاسد وغير هالك ] (تفسير يوحنا1: 14)، ولذلك يقول عنه الرسول بطرس [ لم يكن ممكناً أن يُمسك من الموت ] (أعمال2: 24). لأن [ قدوس الله لا يرى فساداً ] (مز16: 10؛ أع2: 27)، لذلك فنحن بسبب وجودنا الكياني في المسيح نستمد منه كرأس الإنسانية الجديدة عدم فساد طبيعته.
يقول القديس كيرلس [ كيف كان يُمكن للإنسان الذي صار تحت سلطان الموت أن يستعيد عدم الفساد؟… كان لابد أن يدخل جسده الميت في شركة قوة الله المُحيية. وقوة الله المُحيية هي الكلمة وحيد الآب… لذلك فقد أرسله الآب مُخلصاً وفادياً فصار جسداً… لكي يغرس نفسه فينا بوحدة لا تنحل ويجعلنا أقوى من الموت والفساد. فقد لبس جسدنا لكي يقيمه من الموت ويفتح أمام الجسد الذي خضع للموت طريق العودة إلى عدم الفساد ] (تفسير لوقا22: 19)
وأيضاً: [ … وجسد الإنسان الذي صار تحت الفساد بمحبة الذات، يجعله خاصاً له ليُبطل الفساد الذي فيه ويزجر حركات الطبيعة التي تكون من محبة الذات ] (من الرسالة إلى سيسنوس)
عدم الفساد يختص بالجسد أما عدم التغيير فيختص بالنفس، فالجسد هو الذي يكتسب عدم الفساد أي عدم الاضمحلال وهي حالة القيامة المستمدة من قوة اللاهوت المتحد بجسد المسيح القائم من بين الأموات في عدم موت وعدم فساد.
(2) وجودنا الكياني في المسيح يكسبنا من لاهوته صفة: عدم التغيير
يقول القديس كيرلس [ كما أن الجسد لما صار جسداً خاصاً للكلمة قد غلب سلطان الموت والفساد، كذلك النفس أيضاً لما صارت نفساً خاصة للمنزه عن الخطأ، اكتسبت لذلك منه حالة ثبات وعدم تغيير جلبت عليها جميع الخيرات ] (رسالة إلى ثؤدوسيوس 20)
ويوضح القديس كيرلس أهمية اكتساب صة عدم التغيير خصوصاً في موضوع نوال الروح القدس وثباته فينا، وهذا ما يوضحه القديس كيرلس بقوله: [ لما صار المسيح إنساناً صارت له كل الطبيعة (البشرية) في نفسه… ونظراً لأن آدم أبانا الأول لم يحتفظ بنعمة الروح… ففقدت الطبيعة كلها فيه عطية الله الصالحة، لذلك كان لابد أن كلمة الله الذي لا يعرف التغيير يصير إنساناً لكي بقبوله هذه العطية بصفته إنساناً، يحتفظ بها بقوة وثبات للطبيعة كلها… لكي يحفظ لنا بثبات في نفسه هو أولاً – ثم لكل الطبيعة أيضاً فيه – الخيرات المستعادة ونعمة الروح المغروسة من جديد فينا، وكأن الكلمة الوحيد الكائن من الله الآب قد أعارنا عدم تغيير طبيعته الخاصة. إذن فكما أن ضياع الخيرات في الحالة الأولى قد اجتاز إلى الطبيعة كلها، كذلك أيضاً بنفس الوضع على ما اعتقد قد صار في المسيح الذي لا يعرف التغيير، حق الجنس البشري كله في اكتساب ديمومة الخيرات الإلهية ] (تفسير يو7: 39)
(3) وجودنا الكياني في المسيح يكسبنا صفة: الوحدة الروحية
الوحدة الكاملة والمطلقة هي صفة جوهرية لله وحده، بينما الكثرة هي صفة الناس جميعاً وكل المخلوقات كما يقول القديس كيرلس [ أن اللاهوت يفوق بصفة مطلقة كثرة النوع والجنس… أن طبيعتنا نحن ليست بسيطة في جوهرها، وأما اللاهوت فبسيط بصفة مطلقة وغير مركب… ولكن كل طبيعة جسدية هي مركبة بالضرورة من أجزاء مُعينة تجتمع معاً لتكمل كيانها الكلي ] (في الثالوث: 1).
لذلك كانت الوسيلة الوحيدة التي يوحدنا الله بها معه ومع بعضنا البعض هي: التجســـــــــد. فيقول القديس كيرلس: [ أن المسيح هو رباط الوحدة، لأنه هو بعينه إله وإنسان واحد ] (تفسيريوحنا17: 21).
فلكونه إلهاً فهو يحمل في ذاته صفة الوحدة الجوهرية الخاصة باللاهوت أي وحدة الآب والابن والروح القدس، وعن طريق تأنسه أمكنه أن يُكسبنا هذه الصفة الإلهية فنصير واحداً بعضنا مع بعض فيه هو وواحداً معه ومع الآب في نفس الوقت.
فيقول القديس كيرلس: [ على الرغم من كوننا منقسمين (بحسب طبيعتنا) إلى شخصيات متميزة، بحيث أحدنا هو بطرس والآخر يوحنا أو توما أو متى، لكننا جميعاً صرنا جسداً واحداً في المسيح، لأننا نأكل جسداً واحداً وقد خُتمنا للوحدة بالروح القدس الواحد. وكما أن المسيح غير قابل للانقسام – إذ لا يُمكن أن ينقسم قط – هكذا نحن أيضاً واحد فيه ] (في الثالوث: 1).
وأيضاً [ فمن ذا يستطيع أن يُفرق ويفصل من هذا الاتحاد الطبيعي، أولئك الذين اتحدوا بوحدة المسيح بواسطة هذا الجسد المقدس الوحيد؟ فالمسيح لا يُمكن أن ينقسم… وحيث أننا جميعاً متحدون بالمسيح الواحد، وهو واحد وغير قابل للانقسام، فنحن بذلك نكون أعضاء المسيح ونكون له أكثر مما لأنفسنا ] (تفسير يوحنا17: 20، 21)
وأخيراً يؤكد لنا القديس كيرلس أن [ الوحدة الروحية هي الغاية الرئيسية والنهائية (للتجسد الخلاصي) ]، و [ لوجودنا الكياني في المسيح ]، [ وهي الغاية التي خلق العالم لأجلها أيضاً ]، أو يقول [ لقد صار اللوغُس وحيد الله إنساناً لكي يجمع اليونانيين واليهود كليهما في الوحدة الروحية معهُ بالإيمان والتقديس، ويجعلهم مستحقين للقرابة معه، القرابة الكاملة حقاً، وبذلك يربطهم معاً بواسطة نفسه ويجمعهم لله الآب. فأنه لأجل هذه الغاية عينها تأنس ] (من تفسير إشعياء 43)
الثبات في المسيح
عظة عن الثبات في المسيح
أُلقيت في لقاء التكريس البتولي 2011
لتحميل العظة أضغط : هنــــــــــــــــــــــا
رسائل للتوبة
رســــــــــائل للتوبـــــــــة
+ هذه الرسائل التي نبدأ بها معك ، إنما هي لخلاصك شخصياً ، ونطلب منك أن تقرأها ببساطة وهدوء وكشف لنفسك ولعلاقتك مع الله .
+ قد تكون أيها القارئ إنسان دنيوي لم تسمع أو سمعت عن العلاقة مع الله في شخص يسوع المسيح ، ولم تكتشف ما أنت فيه من حال ومكتفي بحياتك المُظلمة والخطية عادية جداً عندك ولازمة للحياة ، وتسعى وراء مستقبلك أو رزقك ويشغلك هذا عن كنز لم تكتشفه بعد ، وحياتك رتيبة ، ولكنك للأسف لم تعرف قيمة الحياة مع الله كاختبار ، ومكتفي بما أنت فيه . ولكن اسمع ما يقوله لك الروح :
-
[ قد صرنا كلنا كنجس و كثوب عدة كل أعمال برنا وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا ] (أش64: 6)
-
[ القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه ] (أر17: 9)
هذه الآيات لا لرعبك ، ولكن لتُحدد موقفك الآن وكفاك ما أنت فيه .
آه يا رب ، غيَّر واصنع في هذه القلوب عملك وأعلن ذاتك يا ابن الله ليعرفك العالم الدنيوي ويعرف كنزك المخفي ، فيستهين بكل شيء أمام تياراتك الدافعة القوية .
+ قد تكون إنساناً قد سمع عن الله وعرف أن حقيقة الحياة بدونه تَعِسَة !!! ، أي حددت موقفك وعرفت أن الحياة الدنيوية حسب الخطية والفساد والشرّ إنما تجلب العار على صورتك التي خُلِقَت على صورة الله ومثاله ، ومع تحديدك ومعرفتك الطريق مازلت تعيش كالجاهل ، تُعزبك الخطية وتصنعها سواء بعد رفض طويل أو تفعلها سريعاً مع أول نداءٍ لها . تفعلها كعادة تمرر نفسك أحياناً أو لا تُمررها فتَعبُر عليها وتُريح ضميرك بكلمات سريعة ، هكذا يعيش العالم كله الآن .
عزيزي : المسألة لم تَعُد هكذا ببساطة ، فأجرة الخطية موت حتى على ابن أمة الرب يسوع المسيح الذي حمل خطايانا وصُلِبَ واُهين ومات – اسمع صوت الروح يقول :
-
[ إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ] (عب4: 7)
-
[ مادام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور ] (يو13: 36)
إذن المسألة يا عزيزي مسألة موت أو حياة ، أختار ما تُريد …
+ فقد تكون إنساناً عرف هذه الحقيقة : إن المسألة مسألة موت أو حياة ، وأنت الآن جاد في طريقك مع الله ، أحياناً تجمع كل إرادتك لتسير في النور أو تارة أخرى تترك كل هذا الميراث خلفك وإرادتك تكون ضعيفة ، بل ميتة ، وطريق الله بالنسبة لك هو طريق المُعذبين على الأرض !!!
إخلاصك هذا يا عزيزي جميل جداً ، ولكنك تُريد أن تعيش بطريق ليس هو طريق المسيح ، أعرف أن الرب يسوع قد دفع عنك كل شيء ، وأنت منذ أن تتفجر في قلبك وضميرك وإحساسك ومشاعرك كلها هذه الحقيقة : أن المسيح مات وغلب الموت والخطية والضعف على الصليب ، وأنه قام ناقضاً أو جاع الموت ، لم يعد إنسانك محصوراً الآن في مسألة الموت أو الحياة ، ولكنك دخلت إلى الحياة .
-
[ لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة ، هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كو4: 6)
-
[ أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا ، وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد ] (يو11: 25 – 26)
-
[ أي أن الله كان في المسيح مُصالحاً العالم لنفسه ، غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المُصالحة ] (2كو5: 19) .
فأنت لم ولن تُخلِّص نفسك بأية طريقة ومهما كانت روحية : [ ليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسمٌ آخر تحت السماء قد أُعطيَّ بين الناس بهِ ينبغي أن نَخْلُصَ ] (أع4: 12)
فتمسك بمسيحك المُنتصر على الموت بإيمان ثابت مهما كان ضعفك وخطيئتك وتعبك وفتورك وجفافك ، فهو حبيب المرضى وشافيهم إن تمسكوا به وثبتوا فيه [ أثبتوا فيَّ وأنا فيكم كما أن الغُصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبُت في الكرمة ، كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فيَّ ] (يو15: 4) .
+ قد تكون إنسان اكتشف هذا وسَلَّمت بالفعل حياتك بحب للمسيح وقد عمل فيك فترة من الزمن ، ولكنك تحت ضغط العالم وهموم هذا الزمان الحاضر ، لن أقول تركت المسيح ، بل أقول بردت العلاقة بينك وبينه ، ولم تعد كما بدأت بغيرة ، وأنت مُهدد أن تفقد هذه العشرة التي ليست من الأرض ، وكل هذا بسبب الانشغال بهمومك وارتباطاتك وبمشاغلك التي يُهيئها لك الشيطان كأنها أمر عادي وهي مطالب الإنسان الطبيعي من أكل وشُرب ونوم ومستقبل وزواج وأُسرة وأولاد … الخ … ولكن اسمع الروح يقول لك :-
-
[ اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة ] (مت26: 41)
-
[ ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى ، بل إلى التي لا تُرى ، لأن التي تُرى وقتية وأما التي لا تُرى فأبدية ] (2كو4: 18)
-
[ فأنتم أيها الأحباء إذ قد سبقتم فعرفتم احترسوا من أن تنقادوا بضلال الأردياء فتسقطوا من ثباتكم . ولكن انموا في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح ] (2بط3: 17، 18)