Category Archives: نبذات روحية قصيرة
نبذات روحية قصيرة : لتوبة الخطاة، وبُنيان وتعزية المؤمنين في الروح
أردننا يا رب إليك فنرتد
[ أردننا يا رب إليك فنرتد ] ( مراثي5: 21 )
+ إنه شابٌ عجيبٌ للغاية يَحْيَا حَيَاة كُلُّهَا تَهَاون وفساد وشرّ ، وكان هذا الشاب مُتَعَدِّيَاً كُل قَانُوُن وَكُل سُّلْطَه وَكُل نَصِيْحَة فيقول : [ أُريد أن أحيا حياتي حُراً لا قيد عليها ولا يهمُني شيء مما يُقال عليَّ أو يتبعني من أذى نتيجة حُريتي ] ، وبات على هذا الحال يهرب من القانون بِكُل الْطُّرُق الْمُلْتَويِة ويظهر بطولات ، هكذا يهرب بكل شقاوة ، وَكَانَت أُمُّه ذَات الْشَبَاب الْنَّاضِر تخاف على ابنها هذا وتُحذرهُ من عواقب أعماله هذه ، ولكن هيهات ، فبكل عناد وكبرياء يهز كتفيه ويقول : [ اترُكيني وحالي، حُريتي هي الأساس ، فالناس كلهم لا يعرفون ما أعرف ] ، وبلغت ثقته بنفسه وبأعماله مُنتهاها ، وأخيراً وقع هذا الشاب في يد العدالة وَاقْتِيْد إِلَى الْمُحَاكَمَة وَحَضَرَت أُمُّه قَاعَة الْحُكْم ، وكان الشاب ابنها في قفص الاتهام لا يبدو عليه أي علامة من عَلَامَات الْحَسْرَة أو الندم ، بل بِكُل تَفَاخُر سَمِع الْحُكْم … ! [ ثلاثة سنوات سجن ] ، ارْتَسَمَت حِيْنَئِذ عَلَى وَجْه أُمِّه الْشَّابَّة مَوْجُه مِن الْحُزْن وَالْكَآبَة ، وَاحْمَرَّت وَجْنَتَيْهَا وَانْسَابَت الْدُّمُوْع بِغَزَارَة عليها ، لعلها تُطْفِئ لَهِيْب تِلْك الْوَجْنَتَيْن الْمُتَّقِدَتَيْن بِالاحْمِرَار ، فرآها ابنها الشاب بهذا المنظر في آخر منظر لها قَبْل أَن يَدْخُل ظُلْمَة السجن، وانصرفت الأم لتقول: [ … آه … يا ابني ، ليتك تعود بسرعة وترتد إليَّ ] …
وعادت إلى منزلها يَعْتَصِرُهَا الْأَلَم وَيُمَتَّص شَبَابِهَا الْغَض ، لَيَالِيْهَا بُكَاء وَنَحِيب ، وَنَهَارُهَا ذِكْرَيَات مَرَار ، ابنها حبيبُها يُصيب قلبُها بِوَجَع يَصْعَد مَع أَنَفَسَاهَا ، ودخل الشاب السجن وهو غير مُهتم بأي شيء ، وَظَلَّ فِي عِنَادِه وَكِبْرِيَاءَه يَقُوْل : [ مهما كان سأتمتع بحُريتي ] ، ويُزيد في تأكيد كِبْرِيَاءَه قائلاً : [ أَن غَبَائِي هو الذي أوقعني في يد العدالة ، فَسَوْف لَا أَسْقُط فِي يَدِهَا مَرَّةٌ أُخْرَى ] ، ثم انتهت فترة السجن وَخَرَج الْابْن لِتَوِّه وَهُو يُفَكِّر أن لَا يُذْهِب إِلَى أُمِّه لكي لا تمنعهُ عن حُرِّيَّتِه الَّتِي يَدَّعِيَهَا ، ولكنه لَم يَعْرِف مَكَان إِلَّا بَيْت أُمِّه ، فَذَهَب إِلَيْهَا وَقَرَع الْبَاب ، فَخَرَجْت الْأُم يَعْلُو رَأْسِهَا الْمَشِيب وَوَجْهُهَا قَد تَجَعُّد وَظَهْرِهَا تَقَوَّس ، فنظر الابن إلى تلك السيدة العجوز وحقق النظر فيها ليعرف من هذه ؟ واستمر في النظر إليها لمُدة ثانيتين .. !! .. ثم صرخ : [ أُمِّي ] ، فَرَكَض إِلَيْهَا وَاحْتَضَنَهَا بين يديه وَبَكَى بُكَاءً شَدِيْداً ، فَلِأَوَّل مَرَّة يِعْرَف أَن حُرِّيَّتِه هَذِه كَاذِبَة ، ويطلب من أمه باتضاعٍ عجيب وهو ساجداً عند قدميها : [ آَه . يَا أُمِّي أَنَا سَبَّبْت لَكِ أَلَمٌ مَرِيْر . سَامِحِينِي فَسَوْف لَا أَعُوْد إِلَى حَيَاتِي الْشَّقِيَّة الْمَرْيَرَة ، لِأَنِّي لِأَوَّل مَرَّة أُفُّهُم آَثَارُهَا … آَه . آَه ، هَل شُرُوْرِي فَعَلْت إِلَى هَذَا الْحَد ؟ ] ، ثُم عَكَف بعد ذلك على حِفْظ شَبَابَه فِي أَحْسَن حَال .
+ ماذا قد رأيتُ الآن يا حبيبُنا القارئ ؟ أي حالٌ أنت فيه ؟ أين أنت من قصة ذلك الشاب ؟ فإن كُنت بنفس ذات حال الشاب ، فهيا الآن أُخرج من السجن ولا تتردد واذهب إلى بيت أبيك السماوي ، كفى اليوم طعام الخنازير ، إنك سَوْف لَا تَطْرُق الْبَاب مِثْل ذَلِك الْشَّاب ، بَل سَتَجِد نَفْسَك أَمَام مَنْظَر عَجِيْب عِنْد الجُلْجُثَة ، حيث ترى نتيجة خطاياك وخطاياي وخطايا العالم كله ، أن الرب يسوع هو الذي يُكلمُك : [ من أجلك احتملت العار ، غطى الخجل وجهي ] ( مز69: 7 )
يا ليت هذا فقط بل أنهُ [ أُسْلِمَ مِن أَجْل خَطَايَاك ] ( رو4: 25 )
وأيضاً ليس هذا فقط بل أنه [ مَات مِن أَجْل الْفُجَّار ] ( رو5: 6 )
+ قد تكون سمعت هذا من قبل ، أما اليوم فأنت تقترب من بيت الآب ، أسرع لا تتأخر فَسَتَجِدُه أَرْسَل ابْنَه وَحِيَدَه حَبِيْبهُ إِلَيْك ، وَدِمَاؤُه مَلَأَت رَأْسِه ، وَأَشْلاء جَسَدِه مُمَزَّقَه عَلَى الْصَّلِيب وَجَبِيْنُه مُنْحَنِي ، قف أمامه ولو ثانيتين وتحقق مما فعلته وجلبته على ابن الله !
يا للعجب يا ربي يسوع [ فَلَيْس لِأَحَد حُب أَعْظَم مِن هَذَا ، أَن يَضَع أَحَد نَفْسَه لِأَجْل أَحِبَّائِه ] (يو15: 13)
+ آه يا مجروح لأجلي [ أَدَّبْتَنِي فَتَأَدَّبْت كَعِجْل غَيْر مَرُوْض ، تَوِّبْنِي فَأَتُوْب . لِأَنَّك أَنْت الْرَّب إِلَهِي ] ( أر31: 18 ) ، يزداد ضغط آلامك عليَّ الآن [ فَيَا رَبِّي إِلَه الْجُنُوْد أَرْجَعَنِي ، أَنِر بِوَجْهِك فَأَخْلُص ] ( مز80: 19 )
+ سلامٌ لك يا ابني ، جراحي هي الجواب الوحيد [ فَيُوْجَد رَجَاء لِآخِرَتِك … فَيَرْجِع الْأَبْنَاء إِلَى تُخُمِهِم ( وضعهم ) ] ( أر31: 17 )
فقط [ أجعل قلبك نحو السكة الطريق .. ] ( أر31: 21 )
فانا ما زلتَ [ خروف قائم كأنه مذبوح ] ( رؤ5: 6 )
[ أروي النفس المعيبة وأملأ كل نفس ذائبة ] ( أر31: 25 )
آه يا ربي كُنت مُتعب الآن أستريح [ استيقظت ونظرت ولذ لي نومي ] ( أر31: 26 )
هوذا صوته صوت قوة – لـــــه اسمعـــــوا
[ هوذا صوته صوت قوة ] (مزمور 68: 33)
[ … لـــــه اسمعـــــوا … ] (متى 17: 5)
+ ربما أيها الحبيب اختلطت أصوات كثيرة في هذه الأيام التي كثر فيها الكلام من كل اتجاه ومكان ، ووقفت متحير وأنت تُريد أن تعرف أوضح وأصدق الأصوات تأثيراً على حياتك ، فتكون قرعاته على أُذنيك لها نبرات الحب الشديد ، بحيث يكون الصوت صوت حبيب انتظرته طويلاً ، وعندما طال الزمان جلست لتسترق أي همسة من همساته ، فاجلس الآن حبيبك وصل وافتح أُذُنيك ، فهوذا يُكلمك الآن .
+ ربما سمعت عن الله الجبار القوي الديان المتجبر ، فارتعبت ووقفت تسد أُذُنيك من هول هذا الصوت ، وهُنا تشترك البشرية كلها في الصراخ : ” لا أعود اسمع صوت الرب إلهي … لئلا أموت ” (تثنيه 18: 16) ، فالكل يستعفى من سماع ذلك الصوت ” وصوت كلمات استعفى الذين سمعوه من أن تزداد لهم كلمة ” (عبرانيين 12: 19)
فلا يُمكن لأي أُذن مسدودة بسبب الخطية والفساد الذي فيها أن تسمع صوت الله الصالح القدوس ” لأن إلهنا نار آكله ” (عبرانيين 12: 29) ، لذلك أجاب الله على هذه المشاعر البشرية العارفة بعجزها وفقرها قائلاً لموسى ” قد أحسنوا فيما تكلموا ” (تثنية 18: 17) . لأن هذه هي مرارة الآذان التي حجزها عن الله ظلام الخطية وسماعها لصوت الشيطان والعالم : [ لهم آذان ولا يسمعون ] (أرميا 5: 21) ، وحتى أن تعالى أحد وسمع الصوت الإلهي بهذه الآذان الصماء ، فلابُدَّ أن تذوب نفسه ويتزعزع قلبه فيه ، وأخيراً ينهار ويفقد حياته وينتهي ” عجت الأمم . تزعزعت الممالك أعطى صوته ذابت الأرض ” (مزمور 26: 6) .
+ لذا لم يترك الله الإنسان مسدود عنه بهذه الطريقة المُرَّة ، بل وعد موسى قائلاً : [ أُقيم لهم نبياً (نبوءة عن مجيء ابن الله في الجسد) من وسط إخوتهم … وأجعل كلامي في فمه فيُكلمهم بكل ما أوصيته به ] (تثنية 18: 8 ) ، [ ولذا قال موسى نبياً مثلي سيُقيم لكم الرب إلهكم من أخواتكم له تسمعون ] (أعمال 7: 27)
+ وظلت البشرية كلها تسترق السمع عبر الأجيال تختلس الأصوات لتُحللها وتعرف أين صوت المسيح المنتظر ! حبيب الجميع ، الله الآتي في الجسد الذي صوته رقه وحنان ومغفرة ومُصالحة للعشارين والخطاة والزُناة والقتلة والفسقة ، فهو حبيبهم يستطيع أن يُكلمهم وهم يستطيعون أن يسمعوا منوا ، لذا قالت السامرية – المرأة الزانية – للرب يسوع قبل أن تعرفه [ أنا أعلم (لهفة انتظار البشرية) أن مسيا الذي يُقال له المسيح يأتي فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء ] (يوحنا4: 35) .
+ جاء المسيح المنتظر وأُذناه المقدسة سمعت الصوت الإلهي الحقيقي ، فهذه يا عزيزي أول أُذن بشرية تستطيع أن تسمع صوت الله القدوس بجداره ، وتُنادي به في كل شارع وناصية وبيت ليسمع الكل صوت الله نفسه ، ولكن ببساطة وهدوء ولو لأشرّ الأشرار [ لأني لم أتكلم من نفسي ، لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول ؟ وبماذا أتكلم ؟ ] (يو13: 49، 50) .
فلأول مرة يتكلم شخص بتلك القوة لأن أذانه مفتوحة على الآب السماوي ، يسمع ويتكلم وكلامه ينقل كل ما للآب السماوي لنا من توبة صادقة وطهارة وقداسة وحياة أبدية ونقاوة قوية [ أنتم أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به ] (يوحنا15: 3)
+ آه يا حبيبي القارئ ، لو عرفت قيمة هذا الصوت العجيب الذي غيَّر الملايين من أشرّ الأشرار إلى أبرّ الأبرار !!!
-
فلا تسترق السمع ، لقد أتاك صوت الحبيب . صوت يسوع مُخلصك . ولو كانت آذانك لا تستطيع أن تسمع صوته لأنها انسدت من طول الزمان . ولا تسمع إطلاقاً . فسوف يُعطيك أذان جديدة سمعها حادٌ جداً لصوته الحلو . [ أخرج الشعب الأعمى وله عيون . والأصم وله آذان ] (أشعياء34: 8 )
-
ليس صوته صوتٍ مُرعب . مُختلط بالنار أو يفقد الإنسان حياته ويُدينه ، بل على العكس ، ينقل من الدينونة العتيدة إلى ملكوت محبته ، اسمعه يقول لك : [ إن من يسوع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبديه ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة ] (يوحنا5: 24، 25)
-
لا تَقول : (( أنا خطاياي ثقيلة جلبت على العار ، وأنا ميت لا يُمكن لي أن اسمع )) … أبداً اسمعهُ الآن ، ففي صوته قوة حياة تُقيمك حتى ولو كانت رائحتك شديدة العفونة ، أسمعه يقول لك : [ تأتي ساعة هي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله (يسوع) والسامعون يحيون ] (يوحنا5: 25) … لا تتأخر ، فهوذا الصوت الذي انتظرته طويلاً قد أتاك ، فلا تحكم على نفسك بالعدم وتدفن نفسك بيدك ( هَلُمَّ خارجاً ) من قبر العالم والشرور والفساد التي مررت حياتك .
-
لا تتخلف عن القطيع الحلو ( الكنيسة ) الزاحف نحو الراعي الصالح ( الرب يسوع ) مجذوباً لصوته الحلو الذي يُناديهم بأسمائهم . ازحف معهم بيقين الإيمان ن فستسمع اسمك من سفر مكتوب في يديه ، وتكون من خرافه الخاصة ، فأنت لك وضع خاص عنده [ والخراف تسمع صوته فيدعوا خرافه الخاصة بأسماء ويُخرجها ، ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها ، والخراف تتبعه لأنها تعرف صوته ] (يوحنا10: 23، 24) ، من الآن مسارك حلو وطريقك لا يحتاج إلا أن تتأكد دائماً أنك تسمع صوت الرب يسوع وحده فقط : [ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ، له اسمعوا ] (متى17: 5) ، لا تسمع لغيره ولغير خرافه ، ولا تُشَوَش طريقك . أُذُنيك الذي سيُعطيها لك ستعرف صوت الراعي من اللص والغريب ، ولا ترتاح إلاَّ للراعي [ وأما الغريب فلا تتبعه ، بل تهرب منه لأنها لا تعرف صوت الغرباء ] (يوحنا10: 5) .
+ يا عزيزي لا تتوانى اليوم والآن ، عن سماع صوته المُجدد المُحيي القوي الحلو ، الذي يورثك ملكوت السماوات ، لأنه يوم مجيئه سيكون صوت دينونة لا تُحتمل [ لا تتعجبوا من هذا فأنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج الذين فعلوا الصالحات لى قيامة الحياة ، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة ] (يوحنا5: 28و 29) ، [ ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي ( أي المسيح الابن يتكلم بكلام الآب ) أنا أُطالبه ] (تثنيه8: 19)
[ أنظروا لا تستعفوا من المتكلم … ] (عبرانيين12: 25)
صوته الحلو نداني … لا تُطيلن الضلال
أســـــرعن يا بُني … وتعالى . لي تعـال
السماويات عينها (عب 9: 23 )
+ الإنسان مخلوق سماوي أعطاه الله أن يكون له [ سلطان على كل الأرض ] (تك 1: 23) ، ولكن تغلَّب عليه الشيطان بتسلطه على الحية . وهي بدورها تسلطت على الإنسان وصدر الحكم على الحية هكذا [ ملعونة أنتِ .. وتراباً تأكُلين كل أيام حياتك ] (تك 3: 14) ، أي أن الإنسان المصنوع من تراب صار طعاماً للحية أي للشيطان وصار يأكله ويشبع به كل يوم . وبذلك صار الشيطان المتسلط الأول على الكل .
+ فلا يُمكن للإنسان – الآن – أن يعود للسماء ، أي إلى حضن الله ، ذلك لأنه طعام الشيطان وليس طعام الله . فموسى عندما كلمه الله بالشريعة صار وجهه يلمع بنور سماوي ولم يستطع أحد أن يواجهه فكان لابُدَّ لموسى أن يلبس برقع على وجهه لكي يُكلم الشعب [ خر 34: 34، 35 ] ، أي هُناك بُرقع حاجز بين النور السماوي والإنسان الترابي . والله حينما أراد أن يحلَّ في وسط الشعب قديماً في الهيكل والذي فيه آنية المسكن ، يُسمي الكتاب كل هذا : [ أمثلة الأشياء التي في السماوات ] (عب 9: 23)
+ تعال بنا نسرد جواب نكسر به ناب الشيطان ونسحق رأسه ، ونصعد للسماء الحقيقية . فمبدأ الإنسان يجاهد بوضع قوانين ونواميس ليسير عليها ليُعدِّل في سلوكه وأخلاقه وطباعه . ولكن كل هذا صادر من الإنسان الترابي أي من طعام الشيطان ، إذاً لابُدَّ أن يصل إلى فم الشيطان .
فكل عمل من تفكير وعقل وجهاد الإنسان فهو من مشيئة اللحم والدم أي تراب ، فمصيره النهائي سماويات فيها أجناد الشرّ الروحية يسكنون وليست سماويات الله . هُنا الفخ الذي يصطاد به الشيطان الإنسان . [ فإن مصارعتنا ليست مع دمٍ ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين … مع أجناد الشرّ الروحية في السماويات ] (أف 6: 12) . حتى ناموس الله الروحي حينما أراد الإنسان الترابي أن ينفذه صرخ : [ أن الناموس روحي سماوي ] أما أنا فجسدي (ترابي) (رو 7: 14) ، [ ويحي أنا الإنسان (التراب) الشقي من ينقذني من جسد (تراب) هذا الموت ] (رو7: 24) .
ففي مرارة كأنه يقول : آه !! كيف أصير طعاماً لله وأنا تحت ناب الحية طعاماً للشيطان [ إذ أفعل ما لا أُريده بل ما أبغضه فإياه أفعل … ] (رو7: 15)
+ إذن لابُدَّ أن يتغير تراب الإنسان هذا ، خبز العدو وطعام الشيطان (الحية القديمة) [ وأن يخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن (مسكن الشيطان) ] (أش 42: 7) ، أي لابُدَّ من طبيعة روحية لا يستطيع أن يمضُغها الشيطان تحت نابه ، ولا يكون ميلادها من التراب ، بل مولودة من الروح لأن [ المولود من الجسد (التراب) جسدٍ هو ، والمولود من الروح (طبيعة سماوية) هو روح ] (يو3: 6)
+ هُنا السرّ العجيب الذي كان مكتوماً والآن قد أُعلن لنا [ والكلمة “أي الله” صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب ] (يو1 14) ، فالجسد الآن هو جسد الله وابن الإنسان (التراب) ، هو هو ابن الله في شخص يسوع المسيح المولود من العذراء القديسة مريم ، وعندما قال بيلاطس لليهود وقت محاكمة المسيح [ هوذا الإنسان (التراب) ] (يو 19: 5) ، صرخ الكل قائلين [ اصلُبه ،اصلُبه ] (يو19: 6) . والعلة في ذلك [ لأنه جعل نفسه ابن الله ] (يو9: 7) ، وكأنها نبوة عجيبة تقول : طالما وُجِدَ ابن الله في الجسد (أي السماوي) أميتوا لنا الإنسان أي الجسد الترابي لنتخلص منه إلى الأبد . ولذلك كانت أول مرة يَسمع فيها الإنسان الترابي صوت الرب وهو ينكسر على الصليب أي يَموت ويُميت الإنسان الترابي معهُ [ اليوم تكون معي في الفردوس (أي السماء) ] (لو23: 34) . وبعد القيامة [ تعيَّن ابن الله بقوة … ] (رو1: 4) ، أي انتهى في شخص يسوع المسيح موت إنساننا الترابي وقام لنا جسد ابن الله السماوي وبقوة ، والقائم هو [ الخبز الحي النازل من السماء من يأكل منه يحيا إلى الأبد ] (يو6: 51) . لذلك عندما لمسه توما بعد القيامة صرخ [ ربي وإلهي ] (يو20: 28) ، [ فالإنسان الأول من الأرض (آدم) ترابي . والإنسان الثاني (المسيح) الرب من السماء ] (1كو15: 47)
+ لذا لنفتح عيوننا بالروح القدس الذي يشهد للمسيح ونعرف أننا دَفنا جسدنا الترابي ، جسد المسيح الذي سحق رأس الحية وكسرنا بها وقام بجسد مُمجد لنا [ إن كان أحد لا يولد من فوق (السماء) لا يقدر أن يرى ملكوت الله (السماء) ] (يو3: 3) . لأنه [ ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ، ابن الإنسان (المسيح ومن يؤمن به) الذي هو في السماء ] (يو3: 13) .
-
فسبحوه وزيدوه علواً على رحمته على بني آدم لأنه رفعنا معهُ أعلى من أجناد الشرّ الروحية في السماويات [ لأنه يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شرّ ولا دنس قد أنفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات ] (عب7: 26) .
-
ميراثنا يا أحباء المسيح مُحقق وباقٍ لنا بموته وقيامته من أجلنا [ مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلكم ] (1بط1: 3، 4)
-
اخضعوا لهُ وكفوا عن مماحكات الكلام والمناقشات ، فالوقت ضيق واليوم قريب [ مبارك الملك الآتي باسم الرب ، سلام في السماء ومجد في الأعالي ] (لو19: 38)
-
أشبعوه يا إخوة فأنتم الآن ليس طعام للشيطان بل طعام للمسيح الذي يُريد من [ تعب نفسه ويشبع . وعبدي البار (المسيح) بمعرفته يُبرر الكثيرين وآثامهم هو يحملها ] (أش53: 11)
-
إيه أيتها النفس ، دعوتك الآن ليست [ أمثلة الأشياء التي في السماوات … بل إلى السماويات عينها ] (عب9: 23) ، فادخلي إلى حِجال الملك فأنتِ جميلة ولا تستحي من سوادك ، فيسوع هو هو جمالك ، واصرخي [ أبانا الذي في السماوات ] (مت6: 9)